Tuesday, October 27, 2009



N E W   W E B S I T E!



Please click on the image to be directed to the new website!
or
click on this link: www.hammamyousef.com




----------------------------------------------------------------------------------

Friday, November 28, 2008

!قلم رصاص... وممحاة

المدير يطلبني للذهاب إلى غرفته؟!... بدأ قلبي يرتجف في صدري، جف فمي واعتصر شعور بالضيق معدتي... كنت أسير كما النائم، وقد ارتخت ركبتاي اللتين بالكاد تحملاني...

فوجئت، عندما شاهدت أخي الأصغر مني بسنوات ثلاث، آتيا من صفه أيضاً!!... كان في الصف الثاني الابتدائي في الطابق الأول، غرفة صفي كانت في الطابق الثاني!

ترى هل سيعاقبنا لأننا تغيبنا عن المدرسة لأسبوعين كاملين؟! أم أنه علم بما حصل؟! وما الذي سيحدث الآن؟!

دخلنا الغرفة سوياً... كنت وأخي ننظر نحو الأعلى... إليه... ذلك الرجل المخيف، طويل وبدين كالعملاق... إنه المدير! صاحب السلطة المخيف الذي ترتعد لسماع صوت خطواته الخوافق! يا للهول! ترى ما الذي سيحل بنا الآن؟

أنت همّام يوسف... وهذا أخاك حارثة؟

....نعم....

والدكما... الأستاذ عبد الودود يوسف؟

(داخل ذهني: لقد قال "الأستاذ"... إذن هو يكن لوالدي احتراماً ما... لكن-على غير عادته- لمَ تظهر على وجهه ملامح العجز واليأس؟ بل أستطيع رؤية بعض الحزن!)
.
...نعم...

أين أباك؟

(يا للصاعقة! كيف أجيب على سؤال كهذا؟ تسارعت نبضات قلبي... تسارعت أنفاسي... وحارت أحداقي في مقلتيهما)

...أخذه المخابرات...

(وهاجمتني أسئلة ومشاعر تزاحمت في ذهني للدرجة التي فقدت بها صلتي مع ما حولي لبرهة... أفقت بعدها على خياله الضخم يقترب مني ومن أخي، وهو يمد يديه نحونا...)

(ابتلعت ريقي... ما هذا الذي في يديه؟ ...إنه... يبدو...)

إليكما...خذا، لا تخافا...

بعينين واسعتين تجمدت حركتهما... مددت يدي ببطأ وكذلك فعل أخي الذي كان صامتاً طوال الوقت...

تناولت منه ما كان يريد أن يعبر لنا من خلاله عن تعاطفه معنا... أو ربما إشفاقه علينا... وقد ألجم فمه خوف لم يمنع يداه أن تتكلما بدلا عنه...

كلمتان قالهما المدير بيديه دفعاً لشبهة قاتلة...

عدنا أدراجنا نحو صفينا نسير ببطأ وقد خيم صمت ثقيل، ويد كل منا تمسك بكلمتين كان عليهما أن تواسيانا...

قلم رصاص... وممحاة!

ومضة


أضع يديّ في جيبي معطفي وأشدهما على جسدي متمسكاً به علّني اتقي زمهرير الغربة الموحشة...
الشال الملفوف حول عنقي بالكاد يقيني سيوف الريح الباردة لتلك الساعة من الليل...
أخترت... رغماً عني، أن أسير على قدميّ عائداً لمعتكفي...
تلك الغرفة التي أسكنها أكثر مما تسكنني، ريثما تأخذني رياح عابري السبيل في رحلة أخرى...
أطلقت عقال خطواتي المتوحدة كي تعود بي، فقد باتت تعرف الوصول لوحدها...
على رصيف ذاك الليل كان البرد الأقسى هو الذي تنفثه لواعج شوقي ليد تمسح على صدري فتبرئه من حيرته ووحدته...
ملامح الأشجار التي اختارت السبات بعد أن تخلت عن زينتها، تشق بأغصانها الداكنة، الزرقة الرمادية الملطخة بالغيوم لسماء لم تكن تعد إلا بالمزيد من تقلب الأبصار.

كل البلاد مشرعة أبوابها لك...
ما عدا تلك التي تسكنك وتحن للرجوع إليها، علّ روحك تسكن فيها...
لكنك تذكر بتردد كيف أن روحك ما سكنت فيها...
فتشد سيور خيالك الجامحة مخافة أن يهلكها السراب...
ثم يبتلعك السراب...

ترى... كم من المسافات علينا أن نبتعد... كي نجد أنفسنا...
كم من المخاضات ستهصرنا...
كم فراقاً سيقتلعنا قبل اللقاء...

ترى...
وهم هي أم طيف أمل...
ترى...
هل تنام ملء جفنيها...
ترى...
.
.
.
ثم أسرق من مارسيل كلمات…
علها تحط على نافذتها:

بغيبتك نزل الشتي قومي طلعي عالبال
في فوق سجادة صلاة و اللي عم بيصلوا قلال
صوتهم مثل مصر المرة و بعلبك الرجال
عا كتر ما طلع العشب بيناتنا... بيرعى الغزال
.
وديت مع راعي حماه يشفلي الطقس شمال
قلي السنة جاي هوا بيوقع الخيال ويلي
ياريت لا سرجت الفرس... و لا بعتت هالمرسال
.
بيتي مثل ورقة احترق ما عاد عندي أهل
شبهتك بهالسهل
بقرص العسل عملوا عمهلو النحل
شبهتك بحالي
بالعمر ماشي وراكي يلملم خيالك
يلملم خيالك أااه يلملم خيالك
.
وجهك طقس متل الصحو دايخ ومش سكران
متل الشتي نازل على حزيران
وجهك طاف النيل غرق مصر
في مملكة عم تنسرق مفتوح باب القصر
.
وجهك من هون بيحدوا الشتي و من هون حدوا الثلج
شاعر حمل حالوا بها الموت حدوا الوهج
.
شبهتك بكل الدني من بعدك عليها السلام
بس تفرحي بيطير من صدري الحمام
بس تزعلي عا مصر باخدلك الشام
باخدلك الشام