Friday, February 02, 2007

الحكمة والثروة



لو كانت الحكمة تقاس بمدى ثراء صاحبها لما صحت المقارنة بين أعظم حكماء العالم وفلاسفته وبين الكم العجيب من محدثي النعمة الحاليين أو أولئك الذين يثرون من مآسي البشرية وحروبها على امتداد التاريخ.
أما إن كان الأمر معكوسا وقيس الثراء بمدى حكمة صاحبه لتقلص عدد الأثرياء في العالم لدرجة مخيفة، وتبيّن لنا كيف كان المتأملون والفلاسفة والأنبياء ينابيع لا تنضب للثروة الحقيقية للانسانية.
على العالم اليوم أن يدرك أن خلاصه لا يمكن أن يكون في أيدي أولئك الأكثر ثراءا، سلطة أو عنجهية، وأن يبحث عن خلاصه لدى العقلاء والحكماء الذين لا طمع لهم ولاشهوة ولا أهواء ذاتية. وإلا فالجميع محكوم عليهم بالتبعية والعبودية لإله الزمان المزيف ذلك الجشع الذي لا يرتوي من الأموال والدماء والخراب.
.
.

No comments: