Thursday, June 21, 2007

ماذا عن الجولان؟

أحد المواقع التي تستأثر باهتمامي [ كرييتف سيريا] طالب من يرغب من المشاركين الإجابة عن السؤال التالي: "لو كنت ستكتب رسالة من صفحة واحدة لمواطن إسرائيلي لا يعتقد أن على حكومته إعادة الجولان لسورية، فما الذي ستقوله له/ لها؟"

تم نشره على الموقع (بالإنكليزية) وتجدونه ---> هنـــــا

وفيما يلي جوابي الأصلي بالعربية...

لم يتوجب على إسرائيل أن تعيد الجولان إلى سوريا؟!


هو سؤال من البدهي الإجابة عنه لدرجة الغموض!... وما الذي يمكن اقتراحه بالمقابل؟... أعتقد أنه استمرار الحرب والكراهية والحقد والضغينة... لكن مالذي يضمن للإسرائيليين أن كل هذه المشاعر ستختفي بمجرد عودة الجولان إلى سورية!... لا ضمان! ولايستطيع أحد أن يكفل أو حتى أن يتشدق بالحديث نيابة عن جميع المتألمين والغاضبين من العدوان العالمي على الرجل المريض والذي تبلور واتخذ هيئة على شكل دولة هجينة تم زرعها في جسد ضعيف أنهكته تتاليات حقب القهر والتخلف. إذا... علينا أن نتحلى بالشجاعة كي نقوم بفعل ما هو صحيح بغض النظر عن أي شيء آخر.


هل كلامي غير مفهوم؟ هل أحاسيسي غير ذات قيمة؟ وماذا لو كنت عينة من ملايين؟!


علماء النفس يقولون أن الطفل الذي يصفعه أبوه في ثانية يحتاج لستة أشهر كي يستعيد توازنه ويستعيد ثقته بمن صفعه! فكم برأيكم يحتاج السوريون، إن لم نقل العرب كي يستعيدوا توازنهم وثقتهم بالمجتمع الدولي الذي أسهم في إيجاد الكيان الدخيل، وما يزال يسهم في تمزيق الجسد العربي الحي ويقتطع من لحمه الرطل بعد الآخر!


هل قضية الجولان حكر على السوريين كي يبتوا فيها هم وحدهم، وهل قضية القدس و فلسطين حكر على الفلسطينيين كي يبتوا بها وحدهم أيضا؟! بالطبع لا! منذ اللحظة الأولى التي بدأ فيها تهجير السوريين عامة والفلسطينين خاصة من أرض فلسطين، والعرب جميعا يدفعون كلفة هذا العدوان الوقح على أبسط وأوضح الحقوق الإنسانية، الحق بأن لا يطردني أحد من بيتي وأرضي فقط لأنه يستطيع ذلك و لعدم قدرتي على التشبث بحقوقي!


لماذا يحق للحركة الصهيونية الادعاء بحق اليهود التاريخي العودة إلى "أرض الميعاد" التي لم ينسوها طيلة آلاف من السنين ولا يحق ذلك للعرب المسلمين وغير المسلمين الذين أيضا عاشوا على هذه الأرض ذاتها أيضا لآلاف من السنين؟! ومن قال أن هؤلاء النصارى و من ثم المسلمين ليسوا أساساَ و بنسبة كبيرة من جذور يهودية، واختاروا أن يؤمنوا بالمسيح و من ثم اختاروا أن يؤمنوا بمحمد؟! من قال أن الفلسطينيين لم تكن جذورهم يهودية أو على الأقل نسبة كبيرة منهم وبفعل التحولات التاريخية الطويلة استمروا بالبقاء في أراضيهم و تغيرت معتقداتهم فكان منهم المسيحيون والمسلمون، وهم كانوا دوما أصحاب الأرض وما زالوا!


عندما تم تهجير الفلسطينيين أصحاب الأرض بشتى الطرق الوحشية من مجازر و تجويع و تهجير وحصار، هم كانوا ليس فقط من الجيل الرابع أو الخامس الذي ولد على تلك الأرض، هم كانو من الجيل ما بعد الخمسين ربما! إلا أن هذا يتم تناسيه عندما نشعر بالأسى للجيل الرابع أو الخامس الذي ولد على أرض لم تتوقف فيها حرب الاحتلال والاستيطان والتهجير منذ بدأت عصابات الهاغاناه والشتيرن بحصد أرواح العزل السذج قبل ما يقارب الستين عاماَ!! فما نقول لأصحاب الأرض؟! ما نقول لهم! ما نقول!


أنستجدي الجولان؟... لمَ؟ وهل نظام الحكم الذي سلم الجولان لقمة سائغة وعلى طبق من ذهب لإسرائيل مهتم فعلا بعودة الجولان؟ أو بالحياة الكريمة لأهل الجولان؟ لم هذا الاستخفاف بعقولنا؟ لا أدري!


ما أقوله لمن يملك القليل من الضمير والعقل السليم ممن يقال له "مواطن إسرائيلي" هو:


إن أعاد المحتل الأرض التي اغتصبها بشرعية قانون الغاب إلى أصحابها فهذا فعل إنساني بديهي ويحمل مصداقيته في نفسه، فالدليل على سطوع الشمس هو سطوعها بحد ذاته، أما إن احتاج النهار إلى دليل على أنه نهار فهنا الطامة الكبرى! إن القيام بالفعل الذي تعارف البشر جميعا على صحته وشرعيته جيلا بعد جيل أحقابا من بعد أحقاب ودهرا بعد دهر ، أمر لا يُنتظر مقابله الشكر والعرفان بل هو الأمر البدهي الطبيعي، وعكسه هو الأمر الهجين.


وإن أصر المحتل على غصب الحقوق والأرض بغير الحق، فما نقول إلا... بؤسا للبشرية التي لم ترق بعد للسوية التي تحفظ دماء وأموال وحقوق وأعراض بعضها البعض! ولكن هي دورة التاريخ ستدركنا وتجرفنا بحتميتها إن لم نختر أن نكون فاعلين وليس منفعلين! وإسرائيل تحفر كل يوم قبرها بيديها بكل إخلاص وتضحية، والتاريخ يضحك ويذرف الدموع في الآن ذاته على المأساة الكوميدية السوداء التي حشر بني آدم أنفسهم في زاويتها.


إن أرجعتم الجولان أحسنتم لأنفسكم وإن لم ترجعوها فقد أسأتم لأنفسكم قبل أن تسيئوا لغيركم وإن لم نستطع اليوم أن نحصل على حقنا، فسيأتي زمن يمنحنا القوة ويتواطأ معنا كما تواطأ معكم لكن الذي سيدفع الثمن من إنسانيته وجوهره هو كلانا، نحن وأنتم... كما ندفع اليوم جميعنا على وجه هذه البسيطة ثمن ضيق الأفق وقلة الصبر واتباع الأهواء والأطماع وطاعة أهل الجشع الذي لا ترويه كل دماء المعذبين!


ونفس وما سوّاها

فألهمها فجورها وتقواها

قد أفلح من زكاها

وقد خاب من دساّها

2 comments:

Slow Factory said...

Salaam Alekum! The people at World Carfree Network, also in Prague, would like to contact the organisers of the petition to save old Damascus. See www.worldcarfree.net for contact info.

همّام يوسف said...

green idea factory,
Wa alekum Assalam, thanks for the tip.

take care.